دعا الشيخ محمد الخولي، إمام وخطيب مسجد النصر بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، ومن علماء الأزهر الشريف، خلال خطبة الجمعة بالمسجد، اليوم الجمعة، بالعودة إلى قيمة الاحترام، حتى يجرى الاحترام المتبادل، ويسود التقدير، والود، والحب، والصفاء بين أفراد المجتمع.
وقال إمام وخطيب مسجد النصر بمدينة دسوق، خلال الخطبة،:"لما كنا بنشوف جيل آبائنا، وأجدادنا المنصرم نجد أن قيمة الاحترام بلغت ذروتها فكان الواحد منهم لما يسلم على أبيه أو جده أو عمه أو خاله أو أي أحد أكبر منه من أقاربه وذوي رحمه يقبل يده واضعًا جبهته عليها احترامًا، وتقديرًا، وكان الواحد يقابل معلمه في الطريق فيخالف الطريق من هيبة المعلم، وتوقيره، واحترامه.
وأضاف:"أن اليوم بدأت هذه المعاني في الانسلاخ، والأنصرام، بسبب ما يتشبعه الشباب، والفتيات، من أفكار، وتقليد أعمى تحت ستار الحرية، والتحضر، وإثبات الذات، والشخصية، وأصبح الشاب يسلم على أبيه، وجده بأنامل أصابعه كأنه يخاف من العجوى، والفيروس، وأصبح الطالب يعامل معلمه معاملة الأصحاب، والخلان، فعلينا أن نسعى جاهدين إلى عودة غرس هذه القيمة الإنسانية الرفيعة في نفوس الشباب، والفتيات".
وأوضح أنه بين صور الاحترام الذي دعا إليه الدين الإسلامي، احترام غير المسلمين من خلال احترام إنسانيتهم، وآدميتهم، وكذا احترام دينهم، وعدم الأعتداء عليهم، ولا على معابدهم، كما أن صور الاحترام منها احترام الوالدين تأكيدًا من الدين الإسلامي الذي أمر باحترام الوالدين، وكذا احترام المرأة.
ولفت إلى أن الاحترام في الإسلام له منزلة، لأن الله عز وجل خلق النفس الإنسانية، وجعلها رمزًا للتكريم، والتوقير، والاحترام لقوله تعالى "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا".
وأكد الخولي أن قيمة الاحترام لها صور، ومجالات عديدة تشمل جميع فئات المجتمع مسلمين وغير مسلمين، ومنها احترام الكبير وفق ما أمر به الإسلام باحترام الكبير، وتوقيره، وكذا احترام الصغير، وذلك بتوقيره، وتقديره، والقيام له تأسيسًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت :"مارأيت أحدًا أشبه سمتًا ودلًا وهديًا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت :وكانت إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها.
وأشار إلى أن هناك احترام الذات، وذلك بأن لا يقحمها العبد في الذنوب، والمعاصي، والسيئات، وكما قيل :احترم نفسك أو احترم ذاتك، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم:"لا ينلغي للمؤمن أن يذل نفسه".
أقرأ ايضًا