تعبيرية |
إسلام عمار
تلقينا عبر صفحة موقعنا الرسمية "بوابة كفر الشيخ الإخبارية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، سؤالًا من قارئة تقيم بإحدى مدن محافظة كفر الشيخ لعرضه على رجال الدين لإبداء رأيهم الشرعي فيه، وإيجاد حلول له.
وكان محتوى السؤال:"سمعت زوجي يهاتف اصدقائه ويتفق معهم على لقاء بعضهم يوم وقفة عيد الفطر لقضاء وقت السهرة ومشاهدة الافلام الاباحية، وانا ضد هذا الموضوع علما انني تحدثت معه قبل ذلك عندما علمت انه يقابل اصدقائه خلال الاجازات من اجل ذلك الغرض ونصحته بالابتعاد عن ذلك فماذا افعل هل اترك له المنزل والجأ لإسرتي لوضع حد لهذا الامر؟!".
وبدورنا عرضنا سؤال الأخت السائلة على فضيلة الشيخ محمد صبح، من علماء الأزهر الشريف، وعضو لجنة الفتوى بمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ، التابعة للأزهر الشريف فأجاب بالأتي:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ: فمما لا شك فيه مشاهدة المواقع الجنسية من الأمور المحرمة بَدَاهةً، ومن البلايا التي ابتُلِي بها المسلمون في دينهم، والتي جرت عليهم الويلات، فكم من جريمة ارتُكبت، وكم من أعراض انتُهكت، وحدودٍ تُعُدِّيت، وحياءٍ ذهب، وأخلاقٍ تحطمت من تلك المواقع السافلة، والذي يدفع إليه الهوى وضعف الإيمان وقلة الصبر".
وتابع:"من أعظم ما ينفعك في تحمل زوجك حتى يقلع عن تلك المواقع، هو أن تنظري إليه بعين القدر و أن الرغبة المحرمة مستولية عليه، والشيطان مستحوذ عليه، فحينئذ ترحمينه وترفقين به، فقد أعطاه الله سمعًا وبصرًا وفؤادًا {فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ} [الأحقاف: 26]،.
وأضاف:"المتلبس بالمعصية في حاجة لمن يرحمه، ويأخذ بيده، والزوجة هي أقرب الناس لزوجها، وأولى الناس به للقيام بهذا الدور، ولتسعَيْ لإصلاحه بقدر الاستطاعة، والله - عز وجل – ولكن هذا يتطلب كثيرًا من الصير واحتساب الأجر عند الله تعالى، ويمكنك الاستعانة بالمواعظ والإرشاد والموادَّ الصوتية وهي كثيرة ومتوافرة على موقعنا وغيره من الموقع الإسلامية".
ووجه عضو لجنة الفتوى بدسوق نصائحه للزوجة السائلة قائلا لها:" تحاوري مع زوجك بصرَاحَة وهدوء لتتعرفي على أسباب ذلك حتى تصلا سويًا لبر النجاة، فإذا لمس زوجك منك حسن الأسلوب، واستشعر الرفق، والرحمة، والحرص على الخير، سيكون أسرعَ في الاستجابة، وذكريه بأداء الصلاة، وحثُّيه عليها".
مضيفًا لها:"اجتهدي في الدعاء له بالهداية والصلاح، مع صدق اللجوء إلى الله - جل جلاله - أن يشرح صدره، فالقلوب بين أُصبُعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والله - عز وجل - على كل شيء قدير، وإذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن، فيكون، واحرصي على الاهتمام بالمظهر، والتجمُّل، والإصلاح من شأنك، وحسنِ التبعل له، بقدر الاستطاعة، وأكثِري من فعل ما يحبُّه.
وقال لها:"تجنَّبي فعل ما يكرهه، ولو لم تلمسي أثرًا قريبًا منه، فلا تَمَلِّي، وتحلي دائمًا بالهدوء، وضبط النفس، والحكمة في التعامل، واحذري العصبيَّة، والتعنيف؛ فلحسن العشرة، وطيب الكلام، وجميل الأفعال؛ من الأثر الطيب، ما ليس لغيرهما، ولا يمنع هذا من إظهار الغضب والامتعاض لما فَعَلَهُ، ولكن بدون تعدي لحدود الله؛ فالزوج هو سيد المرأة بنص القرآن، وهي عانية عنده بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم".