"أحسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها" تلك كلمات قالها قائد الجيوش الفرنسية قديمًا نابليون بونابرت، لكن في قرية الخاشعة 61 التابعة لمركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، حققها شبابها على أرض الواقع من خلال تنظيم دورة في كرة القدم، نظرًا لعشقهم الدائم للساحرة المستديرة، فماذا فعلوا حتى يتغلبون على الصعاب عند ممارستهم الرياضة؟
صعاب حول ممارسة الرياضة
عماد عبد السميع، من أبناء قرية الخاشعة 61، وواحدًا من عشاق الساحرة المستديرة، فكشف لـ"بوابة كفر الشيخ الإخبارية"، أن هناك صعاب كثيرة يواجهونها بشأن ممارستهم الرياضة، وفي مقدمتهم كرة القدم التي تعد شريان الحياة في قرى الخاشعة جميعها وليس في قريته فقط، في مقدمتها عدم إشهار مركز شباب يحمل أسم القرية، رغم السعي وراء ذلك لسنوات مضت منذ عام 2014.
وأوضح أنه مثل كثير من شباب القرية يتغلبون على تلك الصعاب، في تنظيم دورات لكرة القدم باستمرار، وتجرى فعالياتها على ملعب تراب جرى تخصيصه مسبقًا من أجل إقامة مركز شباب للقرية، وتلك رسالة منهم يوجهوها للدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، حول تحقيق مطالبهم بإشهار مركز شباب للقرية.
امكانيات
"الكورة هي حياتنا وشريان الحياة للشباب هنا في الخاشعة 61"..هكذا قال محمود عبدالسميع، من أبناء قرية الخاشعة، وأحد المنظمين لدورات كرة القدم، راصدًا كيفية ممارستهم لعبة كرة القدم وسط ظروف قاسية تتعلق بقلة الإمكانيات المتاحة، وحرمانهم من وجود مركز شباب، من خلال تنظيم دورات كروية آخرها الدورة الحالية القائم فعالياتها على ملعب تراب.
ونظرًا لعدم توفير إمكانيات تساعد شباب القرية في تنظيم دورة لكرة القدم، لم يجد عبدالسميع، ورافقه من شباب القرية، سوى توفير رعاة لها، كبداية لنجاح الفكرة، مثلما الحال في الدورة الحالية المقامة بملعب التراب بالقرية، ما تعد خطوة نحو مواجهة الصعاب التي يواجهونها.
تقنية الفار
يستعرض نبوي مطر، أحد أبناء قرية الخاشعة 61، كيفية تنظيمهم دورة كروية حالية على مستوى عال، في ظل الإمكانيات الضعيفة، تتمثل في الإعداد الجيد من أجل تجهيز ملعب القرية الرئيسي البالغ مساحته حوالي 5 الآف، و950 مترًا، مع توفير كافة المستلزمات المتعلقة بملعب كرة قدم، تتمثل في تجهيز حلقات المرمى، والشباك، وتخطيط الملعب وفق لوائح كرة القدم.
يستكمل مطر بأنه في الدورة الحالية يجرى فيها تفعيل "تقنية الفار" لرصد كل اللعبات المشكوك فيها في أي مباراة تقام في الدورة، من خلال استخدام "موبايل" لتصوير الملعب خلال سير المباريات، وتلك الفكرة ساهمت بشكل كبير، وبنجاح في رصد عددًا من الكرات المشكوك فيها من بينها احتساب هدف صحيح، بجانب وضع لوائح، وقوانين، تتعلق بتلك الدورة، وساهم التزام الفرق المشاركة بتلك اللوائح في نجاحها.
57 عامًا واحسن لاعب
في قرية الخاشعة 61، ونظرًا لعشق شبابها، وأهلها، للساحرة المستديرة، أثبتوا أن ممارسة كرة القدم لاتعترف بسن محدد، مثالًا لذلك "حسين عطوة"، أو عم حسين كما ينادونه الشباب، والبالغ من العمر 57 عامًا، فبالرغم من مرحلته العمرية التي تقترب من الستين، فقد شارك وسط الشباب للعب في إحدى المباريات.
المفاجأة التي حققها ذلك الرجل الخمسيني عم حسين، كما تداولوا رواد الدورة، ومنظميها، إنه قاد فريقه للفوز على منافسه بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، استطاع من خلالها صنع كرات لمهاجمي فريقه، بجانب إضاعته للاهداف المحققه، على مدار 25 دقيقة مدة مشاركته في المباراة في الشوط الثاني ومدت كاملة 30 دقيقة، وفي النهاية حصل على لقب أحسن لاعب في المباراة.