ارشيفية |
الرياض - أمل النجار:
"قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلاكادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا"..كلمات قالها شاعر النيل أحمد شوقي، عندما وصف المعلم في أداء مهنته بتوصيل رسالته المهنية نحو تربية، وتعليم الطلاب، ولكن سرعان ما اختفى صاحب الرسالة من محل عمله "المدرسة" البيت الثاني للطالب مما ساعد على انتشار الدروس الخصوصية، وظهور أشخاص ينتحلون صفة المدرس مثلما الحال في مركز ومدينة الرياض في محافظة كفر الشيخ.
رأي ولي أمر
"لوفيه ضمير في المدارس زي زمان أيام ما كنا في المدرسة لما كانوا المدرسين بيموتوا نفسهم مع الطلاب بالتأكيد مش هيبقى فيه دروس خصوصية"، بتلك الكلمات تحدث خالد شتا، 53 عامًا، صاحب أعمال حرة من أبناء مركز الرياض لـ"بوابة كفر الشيخ الإخبارية"، راصدًا رأيه الشخصي حول ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية خلال الآونة الأخيرة.
وأكد شتا أنه من وجهة نظره يرى أن الطلاب لم يستفيدوا من الدروس، ولو أي مدرس التزم بعمله في المدرسة، وأوفى في شرح المنهج بالتأكيد سوف يكون أفضل من الدروس الخصوصية بكثير، لكن بالوضع الحالي الدروس الخصوصية أصبحت سبوبة للمدرسين، وجعلت كل من "هب ودب" يعلن عن حجزه للدروس الخصوصية.
مُسكن دواء
ويتفق معه عماد فتحي عبدالكريم، 48 عامًا، موظف، من أبناء مدينة الرياض، بأن الدروس الخصوص الخصوصية لم تحقق أي استفادة للطلاب، فأصبحت أنها مثل "مُسكن دواء"، أو وضع مرغوم عليه الطلاب، وأولياء أمورهم، لأن الطالب اعتماده الأكبر في مستقبله التعليمي على معلم الدروس الخصوصية فقط.
وأوضح أن المذاكرة بالنسبة للطالب تعد المحطة التانية في تعليمه لكي ينتهي بأي طريقة من سنوات مراحل الدراسة بأي شكل، لكنها في النهاية لم تحقق الاستفادة المطلوبة للطالب، والطالب الذي يلتحق بأي درس خصوصي أصبح مثل مظاهر الحياة.
ضرورة الألتزام واختلاف
وأشار صبري أحمد، 50 عامًا، مدرس تربية رياضية، إلى أن الحضور للمدرسة، والألتزام بالنسبة للمدرس، وللطالب، وأولياء الأمور يعد أساس المنظومة التعليمية، لأن دور المدرسة مهم جدًا، نحو العملية التعليمية، وكذا المدرس الذي وصفه شاعر النيل أحمد شوقي بـ"الرسول"، افتقدته الأجيال الحالية من الطلاب.
وقال إن المدرس من أساسيات نجاحه يكون قريب من الطالب حتى يستطيع بشرحه للمنهج بتوصيل مضمونه لعقل الطالب، والأمر يرجع إلى جدارة المعلم في تعامله مع الطالب، فجيل الماضي يتذكر الآن مدرسيهم بما يفعلونه معهم في التربية، والتعليم لأن معلمي الجيل الماضي استطاعوا بتقربهم من طلابهم في إخراج أجيال مازالوا يتذكرونهم لغاية الآن.
تختلف معهم رشا خميس، 45 عامًا، ربة منزل، وتقيم بمدينة الرياض، فتشير إلى أن أبنائها استفادوا من الدروس الخصوصية التي يتلقونها، نظرًا لأداء شرح المدرس المنهج في الدروس الخصوصية بإتقان، بل ويعيده أكثر من مرة على عكس المدرسة التي اختفت دورها في الآونة الأخيرة نحو تعليم الطلاب، وتقديم معلمين يتقون عملهم جيدًا في شرح المناهج في حصة الدراسة.
خبير تعليمي يكشف
وفي السياق أكد عبدالرسول سعد، أحد خبراء التعليم السابقين في محافظة كفر الشيخ، لـ"بوابة كفر الشيخ الإخبارية"، أن المدرس تحول من شخص مهيب له وقاره، واحترامه إلى شخص يبحث عن المال بأي شكل، وكذا أصبح الناظر المهيب المسمى "المدير" إلى شخص ليس له القدرة على إدارة فصل، وليس مدرسة.
وكشف الخبير التعليمي السابق عن بداية صدور قرار صعد المدرس إلى مدرس أول، وجعله خبير ثم كبير، والمدير يجرى اختياره بالواسطة، وبالنفوذ، وهو في الأساس لايفقه، ولا يعلم شيئًا عن الإدارة فذلك عوامل أهانت الإدارة، وفقدت الهيبة، وذهب الوقار التعليمي للمعلم إلى غير رجعه، مما سهل على ولي الأمردخول المدرسة عنوة للتعدي على المدرس، وسحله أمام الطلاب.
اختفاء دور المدرسة
ولفت إلى أنه اختفى دور المدرسة العادية، وبعد تجزأت المدارس إلى خاصة وأصبحت متفوقة عن العادية فيعود إلى إدارتها نفسها التي تسعى بكل السبل للحفاظ على وضعها التعليمي المتقدم من أجل جذب الطلاب من خلال الأستعانة بأفضل المتخصصين في مجال التدريس الذين يثبتون كفائتهم، وقدرتهم على العمل.
وقال إنه بعد غياب دور المدرسة، وضياع هيبة المدرس، وقلت كفائته، وقدرته على التطوير جعل ولي الأمر يبحث عن البديل فوجد ذلك فى المدرس الخصوصي، ما ادى إلى انتشار السناتر المتخصصة في الدروس الخصوصية، بلا ضابط، أو رابط، وأصبح الطلاب في مراحلهم التعليمية المختلفة يتوجهون لمدارسهم إلا للفسحه يومًا، أو ارتكاب المشاغبات الطلابية المعروفة.
وأضاف أن كل تلك المعطيات جعلت الكثيرون يدخلون سوق الدروس الخصوصية، وظهرت معهم المسميات الجاذبة في الدعايات الخاصة بهم مثل "وحش الانجليزي"، و"عملاق الرياضيات"، و"أستاذ الفلسفة"، وفي النهاية إذا بحثنا عن وضعهم لا نجدهم مارسوا مهنة التدريس.
العلاج
وطرح الخبير التعليمي السابق عبدالرسول سعد، أحد أبناء محافظة كفر الشيخ، علاج تلك الأمور، وتتضمن إلى صدور قرار حكومي بشأن إعادة ترتيب أوضاع المدارس العادية إلى طريقها الصحيح، ووضع الشروط الجيدة في اختيار مدير مدرسة يمتاز بالكفاءة في قيادة المدرسة، ومنحه كافة الصلاحيات في اختيار أو استبعاد المقصر في عمله.
وصدور قرار وزاري بتجريم الدروس الخصوصية، وتنظيم كل مدرسة مجموعات تقوية تحت إشراف إدارة المدرسة مع منح الطالب صلاحية اختياره المدرس الذى يؤدي شرح المنهج في المجموعة، والابتعاد عن الواسطة، والمحسوبية فى اختيار مدراء الإدارات، ومديرى المدارس، وانتهاج منهج عمل المدارس الخاصة فى العمل بشأن الاثابة للمجتهد، والعقاب للكسول.
ربط دخول الامتحان بالحضور
وانذار المهمل أكثر من مرة، وان لم يستجيب تحيله الادارة التعليمية، والمديرية بالإحالة للجنة التقييم، ويجب توصيل الفكرة جيدًا لمدير المدرسة، والمدرس أن عمله يكون بتعاقد لمدة عام فإن أثبت كفاءة يعاد التعاقد معه، وأن لم يثبت يعاد تقييمه، وحضور الطالب للمدرسة أمرًا حتميًا، وضروريًا.
وربط دخول الامتحان بحضور الطالب المدرسي دون مجاملة، أو إصدار تقارير طبية مزيفة، وأي طالب يحتاج إلى إعادة قيده يكون بمبلغ كبير حتى يتسنى جيدًا وضع العقاب القاسي لأي طالب من هؤلاء ليعلم جيدًا فوائد المدرسة، والاعادة الثانيه تكون بمبلغ أكبر يعجز عنه الطالب، ووالده في دفعه، وليس بـ10 جنيهات قيمة الغرامة.